30 - 06 - 2024

إيقاع مختلف| الطوفان المرعب

إيقاع مختلف| الطوفان المرعب

وَنَمضِى،

وَتَمضِى بِنَا الجَامِعَةْ

تُطَاوِلُنَا القُبَّةُ الرَّائِعَةْ

وَنجَرِى عَلَى عُشْبِ أَشَوَاقِنَا

وَنُخفِى هَوَانَا بِأورَاقِنَا

وَنَستُرُ أَسرَارَنَا الذَّائِعَةْ

فَفِى صُحبَةِ البَحرِ جَاءَتْ فَتَاةُ

وَمِنْ قَبضَةِ القَهرِ فَرَّتْ حَيَاةٌ

وَهَذَا الجَنُوبِىُّ قَد جَاءَ يَسعَى

وَيسعَى،

وتسعَى الأَمَانِى مَعَهْ

صَعِدنَا إِلَى صَهْوَةٍ مِنْ نُجُومٍ

وَسِرنَا عَلَى مُهْرَةٍ مِن غُيومٍ

وَلمْ يَسأَلِ النَّجْمُ لَمَّا صَعِدنَا:

جُنَيهَانِ فِى الجَيبِ أَمْ أَربَعَةْ؟

***

مع أنسام شهر رمضان المعظم أتذكر إحساسى المشوب بالكثير من الترقب والقلق، والذى بدأ مع بدء رحلتى مع البرامج الرمضانية القصيرة التى تذاع على مائدة الإفطار.

ومن بين كل هذه البرامج، يقفز أمامى الآن برنامج بذاته، و يريد أن يحدثنى عن ذاته أو يريدنى أن أتحدث عنه.

بدت الفكرة مجنونة فى البداية: لماذا لا أقدم برنامجا خاصاً، يكون ضيوفه جميعاً من بين زملائى فى دفعة كلية الإعلام عام 1986،  ثم بدأت الفكرة تنتقل شيئاً فشيئاً من حيز الجنون إلى دائرة التعقل، ثم انتقلت إلى دائرة التفصيلات الدقيقة،  هل أسمى البرنامج: "هذه دفعتى"؟ أم "قبة الجامعة"؟ أم "الدفعة 86"؟

كانت الساحة ملأى بخريجى هذه الدفعة المذهلة، الذين تفرقت بهم المذاهب والاتجاهات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار،  وتنوعت انحيازاتهم تنوعاً غير قابل للتصديق، فضلاً عن أن عدداً غير قليل منهم قد قفز قفزات هائلة، من مذهب إلى مذهب، ومن انحياز إلى انحياز، ومن ولاء إلى ولاء.

كنت أنظر إلى ساحة الصحافة فأرى كتاباً كباراً يملؤون الساحة، وصل عدد كبير منهم إلى رأس الصحف أو المؤسسات الصحفية، فمن ياسر رزق إلى حمدى رزق ، ومن مجدى الجلاد إلى مجدى شندى، ومن عماد حسين إلى عادل السنهورى، ومن الأنور الهوارى إلى نبيل الطاروطى، ومن محمد خير إلى محمد رضوان، ومن على عطا إلى عبد الحكيم الأسوانى، ومن نجوى طنطاوى إلى حورية عبيدة، ومن محمد عز الدين إلى حمدى شفيق ومن أمانى قاسم إلى نبيل السجينى .... إلى .... قائمة أطول من أن تحصى أو يحاط بها.

ثم نظرت إلى مقدمى البرامج التليفزيونية ومخرجيها، فوجدت المقام يضيق عن الحصر، فمن جميلة إسماعيل إلى يسرى فودة، ومن عمرو أديب إلى مجدى لاشين، ومن أسامة البهنسى إلى طارق صلاح الدين، ومن طارق الشامى إلى هانىء فرحات، ومن خالد سالم إلى المعتز بالله محمد، ومن محمد عبد الجواد إلى مدحت عاصم، ومن هبة راضى إلى حنان الكومى، ومن سعيد الشيمى إلى ناصر عبد السلام، ومن محيى سعد إلى مجدى البندارى، ومن طارق عبد الفتاح إلى خالد جرار، و... و... ليست الساحة بأقل رحابة من الصحافة.

وهناك من تنازعتهم الجامعة أو الفن أو الإذاعة أو  المؤسسات الدولية وفى مقدمتهم د. أيمن الشيوى، و د. سعيد الغريب ود. هالة العسيلى، و د. سحر أبو القاسم، و د. خيرت عياد، و أحمد عبد الرازق، والأستاذة منى ياسين، والأستاذة إيمان بهى الدين، وحسين جبيل، والإذاعيتان صفية صبرى ولمياء شرف الدين، و...و.... ممن أثق أنهم يستحقون أن تذكر  أسماؤهم لو اتسع المقام .

وفجأة وجدت نفسى أمام هذا الطوفان المرعب، فكانت التجربة المدهشة.
----------------------
بقلم: السيد حسن

مقالات اخرى للكاتب

جِيل من الصور الطلِيقَة





اعلان